هناك دائماً بين عتبات الظلام حيز للنور
وفي لحظات الغرق أنفاس للنجاة
وللمذنب في الشهقات المودعة وقت للتوبة
وللجروح بلسم حتى بعد أن تلتهب
فافعل ما شئت
أنت من أمسك قلبي ودسه في الظلام
وجذبني بقوة إلى تلاطم الأمواج والأوهام
وعرضني لآخر زفرات الحياة
وما تركت من جسدي موضعا إلا آلمته
فافعل ما شئت
تحبها؟.. أحبها كما تشاء استمتع بكل لحظة معها
اجعلها بطلة أحلامي معك
وأخبرها أني أوصيها بك خيراً
غني لها بهدوء أغنيات المساء
كن رفيقها وحبيبها وكل يد تمتد إليها بحنان
أهديها الورود في الأعياد واقرأ عليها مني السلام
لكن رجاء لا تريها آثار دموعي على هذه الورقة
افعل ما شئت
أحببتها..تركتها.. عاودتها.. أحببت غيرها..
افعل ما شئت
لكن إن قست عليك الأيام
ودارت حولك النوائب
والتفت حبال الوحدة حول عنقك
ولم تجد مكاناً ترمي به أحزانك
فحاول أن تتذكر بقايا امرأة
تحب أرضاً تطؤها بقدميك
وتقبل يداً صافحت يديك
وتزهق روحها لتبقي عليك
وتضع الشوك في عينيها لتبصر بعينيك
وتشتم كل نسمة لعلها مرت أولاً عليك
وتمر على بقايا الكؤوس لعل شفتيها تحس شفتيك
لا تحب السماء إلا لأنها تظلك
ولا تحب الأرض إلا لأنها تقلك
تذكر بقايا امرأة وفتات قلب حطمته
وأملاً وحلماً بعثرته
لا تكن محرجاً من أخطائك معها
ولا تتردد في اللجوء إليها
فهنا في قلبي دائماً مجال للغفران والنجاة والحياة
افعل ما شئت
لكن اريد ان ينتهي مطافك بي
أريد الموت على يديك
أنهي حياتي وأنا أحدق في عينيك
وتلقي التراب على جثتي براحتيك
رجاءً.. لا تحرمني شرف الموت بين يديك